
تعيش مدينة أطار هذه الأيام على وقع أزمة كهربائية خانقة، بعد تعطل أحد مولدات محطة الكهرباء الأساسية مما تسبب في عجزٍ بلغ 600 كيلوات، وأغرق أحياء المدينة في ظلام دامس دون أن تلوح في الأفق حلول جدية من طرف الشركة المسؤولة عن الكهرباء.
ورغم خطورة الوضع لم تتجاوب الشركة سوى بإرسال مولد متهالك بقدرة لا تتجاوز 200 كيلوات، ليكشف مصدر مطلع أن قدرته الحقيقية لا تتعدى 150 كيلوات بعد صيانة متواضعة ما جعله عاجزًا عن تغطية الحاجة الفعلية للأحياء المتضررة.
في المقابل لا تزال قطع الغيار اللازمة لإصلاح المولد الأساسي قابلة للاستيراد من السنغال غير أن غياب الإرادة الجادة يجعل الأزمة مفتوحة على مزيد من المعاناة.
وفي الوقت الذي تغرق فيه المدينة في الظلام يعقد المجلس الجهوي دورته الثانية العادية وسط سخط شعبي متزايد بفعل تدني الإنجازات وغياب رؤية تنموية واضحة.
وبينما تتجول بعثة حزب الإنصاف الحاكم لإقناع المستشارين بعدم سحب الثقة من العمد يعبر السكان عن خيبة أملهم إزاء وجوه سياسية سُحبت منها الثقة محملين إياها مسؤولية تدهور الأوضاع على مستوى المدينة والولاية بشكل عام ومنتخبين يرون أن الناخبين لم ينتخبوهم بناءً على برامج انتخابية واضحة مشهد يعمق من مأساة أطار المتواصلة
ليس الظلام الذي يغمر أحياء أطار مجرد انقطاع كهربائي بل هو صورة رمزية لانطفاء الوعود والآمال في ظل صمت رسمي لم يعد مقبولًا ولا مبررًا.
إن السكوت عن الأزمات وتجاهل مطالب الناس طريق معبد نحو مزيد من الفشل والانفصال عن هموم المواطن.
فمدينة أطار بتاريخها العريق وأهلها الأحرار تستحق أكثر من هذا الواقع البائس وتستحق أن يُنير مستقبلها جيل لا يقبل بالظلام قدرًا محتوما.